السيسي أعاد مصر لريادتها.. والخلاف الخليجي سحابة صيف
.رئيس لجنة الخارجية ببرلمان البحرين: السيسي أعاد مصر لريادتها.. والخلاف الخليجي سحابة صيف
الأربعاء 03/سبتمبر/2014 - 01:15 م
سوسن تقوي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية
علي رجب
مصر حاضنة العرب .. والاخوان وضعتها علي الهاوية
ايران تدس أنفها بالبحرين، وتلعب على الورقة الطائفية
الخلاف القطري الخليجي سحابة صيف.. والقاهرة عادة لريادتها في عهد السيسي
يعتبر الشأن البحريني من اهم الملفات التي تهم الامن القومي المصري، في منطقة الخليج العربي، وفي ظل حالة الحراك الوطني ، والتعاون الخليجي - الخليجي، مع دور درع الجزيرة في حفظ الاوضاع بالبحرين بالاضافة الي الصراع الشيعي السني، ونظرة السياسيون بالبحرين لجماعة الاخوان، وكيف يري الشعب البحريني مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، كان الحوار مع السيدة سوسن تقوي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني..والي نص الحوار..
- كيف ترين الأوضاع في البحرين؟
الأمور تسير منذ فترة طويلة نحو الأمن والاستقرار بفضل التكاتف الشعبي والشراكة المجتمعية الواسعة مع خيار استمرار مسيرة التنمية والمشروع الاصلاحي الديمقراطي بقيادة جلالة الملك.
لقد واجهت مملكة البحرين أحداثا مؤسفة دفع فاتورتها الجميع، أشخاص وقطاعات، ولكن ولله الحمد وبفضل الرؤية الحكيمة للقيادة السياسية في إدارة دفة سفينة الوطن، فإن البحرين نجحت من إجتياز أصعب الامتحانات في تاريخها المعاصر، وهي اليوم تواصل السير في نهج يحقق الخير والبناء والرفاه للمواطنين.
- ماذا عن جهود الدولة في إتمام عملية المصالحة الوطنية؟
الحوار الوطني ليس شعارا مطروح للاستهلاك الاعلامي من قبل الدولة والقوى السياسية والبرلمانية ولكنه واقع من خلال الدعوة الملكية لحوار التوافق الوطني الذي شارك به مختلف مكونات المجتمع البحريني وأسفر عن مجموعة كبيرة من التوصيات التي جرى الأخذ بها من قبل مختلف المؤسسات الدستورية المختصة.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن مجلس النواب أقر مجموعة كبيرة من التشريعات التي أوصى بها حوار التوافق الوطني وهو بذلك يؤازر الخيار الوطني نحو استكمال مسيرة الاصلاح والديمقراطية نحو آفاق متقدمة ورحبة.
ويجب الاشارة هنا الى أن المؤسسة التشريعية بمجلسيها المنتخب والمعين أقرت تعديلات دستورية مهمة عززت من صلاحيات مجلس النواب المنتخب من خلال زيادة صلاحياته الرقابية والتشريعية.
كما أطلق جلالة الملك دعوة لحوار التوافق الوطني في المحور السياسي بمشاركة مجموعة من القوى السياسية والبرلمانية والمستقلين بالاضافة الى تمثيل الحكومة على طاولة الحوار، وبالرغم من التعثر في انعقاد الاجتماعات على طاولة الحوار، إلا أن الديوان الملكي مستمر في التواصل مع مختلف الممثلين على طاولة الحوار من أجل التوصل الى توافقات وطنية تؤدي الى حلول مستديمة وتحفظ التجربة البحرينية وتصون المسيرة الديمقراطية وبما يؤدي الى تعزيز المشاركة الشعبية القائمة على قاعدة التوافق الوطني بين مختلف المكونات.
ان التوافق الوطني هو مفتاح السر في أيّ خطوة مقبلة للاصلاح السياسي أو الدستوري وبالتالي فإن الأهمية تكمن في ضرورة التوصل الى توافقات وطنية جامعة على طاولة الحوار. مع التأكيد على ضرورة أن يكون أيّ حل لأيّ مشكلة بحرينية في إطار البيت البحريني وليس بالاستقواء بالخارج من الأجنبي.
- ما هو موقفكم من قضية إسقاط الجنسية عن بعض المواطنين؟
من المؤسف أن يفقد أيّ مواطن جنسيته ولكن من غير المؤسف أن يكون ذلك بجريمة حمل معاول هدم المسيرة الديمقراطية والاساءة للقيادة السياسية وللمشروع الاصلاحي الكبير للبحرين. ان اسقاط الجنسية عن بعض الأشخاص اجراء طبيعي بسبب ما إقترفوه من جرائم وليس بسبب مواقف سياسية أو آراء أدلوا بها. ان البحرين مملكة الحريات ودولة المؤسسات والقانون. ولا يمكن أن تكون جريرة الادلاء بالرأي الحر والموضوعي والملتزم بالقانون اسقاط الجنسية، ولكن هؤلاء الأشخاص ارتكبوا جرائم بحق الوطن وليس بحق أشخاص. إنهم أساؤوا لهذه الأرض الغالية.
وأود الاشارة في هذا الصدد الى أن قرار السلطات المختصة اسقاط الجنسية عن بعض الأشخاص هو من أبرز القرارات الشعبية التي صدرت عن الجلسة التاريخية للمجلس الوطني الذي أوصى بإسقاط الجنسية البحرينية عن مرتكبي الجرائم الارهابية والمحرضين عليها.
وأؤكد أيضا أن مسلك البحرين في اسقاط الجنسية لا يتعارض مع الصكوك الدولية لحقوق الانسان.
- كيف ترين دور جماعة الإخوان في ظل رفض اغلب الدول الخليجية والعربية؟
إن كنت تسأل عن جماعة الإخوان فإن الموقف الرسمي والشعبي واضح من هذه الجماعة وما أدت إليه من تخريب للعملية السياسية في جمهورية مصر العربية.
أما عن رأيي السياسي بشأن جماعة الإخوان فإني أرى أنها قادت مصر نحو الهاوية لولا الإلتفاف الشعبي حول المؤسسة العسكرية التي استجابت للنداء الشعبي بفك الهيمنة الإخوانية على الدولة المصرية الجديدة واعادة انعاش المسيرة الديمقراطية ووضع مصر على سكة قطار التحديث السياسي الذي يريده شعب مصر بإعتباره المرشد والملهم والمعلم لأيّ قائد سياسي مصري حكيم.
- ماهي رؤيتكم لجمعية الوفاق ؟
جمعية الوفاق الاسلامية جمعية سياسية مرخصة وفقا لقانون الجمعيات السياسية، وهو تشريع اقترحه نائب في أحد المجالس النيابية السابقة، وتحوّل الى قانون ملزم من بعد موافقة المؤسسة التشريعية بمجلسيها المنتخب والمعين ومن ثم مصادقة جلالة الملك على القانون واصداره. أقول ذلك للتأكيد على أن هذا التشريع هو نابع من رحم المؤسسة التشريعية المنتخبة وذلك فخر للنواب وللتجربة البرلمانية البحرينية.
ووجود هذه الجمعية السياسية أو غيرها من الجمعيات السياسية دليل على حيوية التجربة الديمقراطية في البحرين حيث تجد الرأي أو الرأي الآخر، والحد الفاصل بين الآراء هو الالتزام بالدستور والقوانين، وبالتالي فمن يخالف هذه التشريعات سيحاسب بمسطرة القانون.
لقد تسببت جمعية الوفاق في زيادة التأزيم السياسي وقادت نحو اختناق في العملية السياسية من خلال الاصرار على سياسة المغالبة على طاولة الحوار الوطني. كما همشت نفسها من خلال انسحابها عن عضوية مجلس النواب وعزوفها عن المشاركة في الانتخابات التكميلية لعام 2011.
هذه الجمعية تواجه قضية مرفوعة عليها حاليا من وزارة العدل والشؤون الاسلامية والأوقاف، وهي الوزارة المشرفة على عمل الجمعيات السياسية في البحرين، وذلك بسبب مخالفات قانونية عديدة.
وأتمنى وضع ضوابط قانونية لضمان التمثيل الوطني بجميع الجمعيات السياسية، وبحيث لا تتحول الجمعيات السياسية، سواء الوفاق أو غيرها، الى كنتونات طائفية تضم أبناء طائفة معينة فقط، فذلك يزيد من الفرقة الطائفية فيما بين أبناء الشعب البحريني.
- ما مدى الدور الخليجي في الشئون البحرينية؟
البحرين درة دول الخليج العربي. هذه ليست جملة شعرية ولكنها واقع. دول الخليج العربي هي العمق الاستراتيجي. ومنظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي المنظومة الاستراتيجية التي نطمح أن تتطور لتتحول الى اتحاد بين دول الخليج العربي.
لقد لبت دول الخليج العربي النداء البحريني لمساندتها لحماية المنشآت خلال فترة الأحداث المؤسفة في العام 2011، وساندت دول الخليج البحرين عبر ضخ ملايين الدولارات ضمن برنامج لدعم مشاريع التنمية في البحرين. وأن العمل جاري من الجهات الحكومية المختصة لتنفيذ المشاريع الخدماتية والتنموية كبناء المشاريع الاسكانية والمراكز الصحية وتطوير البنية التحتية وغيرها من المشاريع الهامة.
- هل يجعل الأزمة البحرينية ساحة للخلافات الخليجية- الإيرانية؟
الاستفزازات الايرانية لم تتوقف منذ أبصر فجر الاستقلال الوطني على البحرين في العام 1971. البحرين انتزعت استقلالها بقرار شعبي أممي حيث صوّت شعب البحرين بأغلبية ساحقة لصالح استقلال البحرين كدولة عربية بدلا من التصويت للتبعية لايران في عهد الشاه.
تحاول ايران أن تدس أنفها في أيّ قضية داخلية بحرينية، وتلعب على الورقة الطائفية في مفاوضاتها مع الدول الكبار، ولكن الجميع على علم ويقين بأن ايران تناور من أجل مصالحها ومطامعها وليس من أجل البحرين وشعبها.
الرد الخليجي على أيّ استفزاز ايراني واضح وصريح وملجم للادارة الايرانية التي يجب أن تدرك أن البحرين دولة عربية مستقلة وليست محافظة تابعة للحكومة الايرانية.
- كيف ترين دور درع الجزيرة في البحرين؟
لعبت قوات درع الجزيرة المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك دورا كبيرا لحماية المنشآت في البحرين في فترة الأحداث المؤسفة في العام 2011. لقد وجه شعب البحرين رسالة شكر وتقدير للقيادات الخليجية والعسكرية التي شاركت في هذه القوة الخليجية التي ساهمت بشكل كبير في وأد شرار الفتنة الذي تطاير مع اندلاع هذه الأحداث.
- كيف ترين تأثير الخلاف القطري – الخليجي علي استقرار البحرين؟
الخلاف القطري الخليجي هو سحابة صيف. وما يجري خلال الأسابيع الماضية. وإنني على ثقة تامة بأن القادة الخليجيون الحكماء على قدرة كبيرة في احتواء أيّ خلاف ينشب وأن الحكومة القطرية ستستجيب لما يجري الاتفاق عليه خليجيا من أجل مصلحة البيت الخليجي ووحدته وأمنه واستقراره.
- كيف ترين مصر عقب تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر؟
مصر في عهد الرئيس السيسي ولدت من جديد. ستعود مصر قلبا للأمة العربية وذلك بلعب دور المبادر والوسيط والمظلة الحاضنة للدول العربية المختلفة. هذه مصر التي عرفناها وهذا هو دور القاهرة المأمول في مختلف المنعطفات التي تواجه الأمة العربية.
أتوقع أن التنمية الاقتصادية في مصر بعهد الرئيس السيسي ستقفز لمراحل متقدمة وذلك من خلال قراءتي الأولية للمشاريع التي أطلقتها الحكومة المصرية مؤخرا.
المطلوب من المصريين في هذه الفترة طي صفحة الماضي الأليم وما جرى من أحداث سوداء وتصفير المشاكل من خلال توافقات وطنية مصرية جامعة تفضي الى استمرار مسيرة التنمية المصرية.
- ماهي رؤيتكم لتطور العلاقات الخليجية المصرية؟
العلاقات الخليجية المصرية تتميز بأنها وطيدة وبخاصة من بعد تولي الرئيس السيسي لمقاليد السلطة. ومن بشائر الرؤية الداعمة من دول الخليج لمصر الجديدة هو الحضور الثقيل المستوى من قادة الدول الخليجية لحفل تنصيب الرئيس السيسي. لقد كانت رسالة بالغة الدلالة حول الموقف الخليجي المشترك من مصر الجديدة التي تدخل حقبة يؤمل أن تكون حقبة استقرار وأمن وازدهار.
- اخيرا هل ستخضون الانتخابات البرلمانية القادمة وماهي رؤيتكم للجمعيات السياسية ومن الاقرب لحصد الاغلبية من مقاعد البرلمان؟
قرار الترشح للاستحقاق الانتخابي المقبل ما زال قيد الدراسة والتشاور. وسيجري الاعلان عن القرار النهائي من بعد بلورته خلال الأشهر القليلة المقبلة.
أتوقع أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة من أسخن الاستحقاقات الدستورية التي ستشهدها البحرين وذلك لأن أكثر من 80 بحرينيا وبحرينية أعلنوا عن ترشحهم لمجلس النواب المقبل في الأسابيع الماضية وفقا لرصد الصحافة المحلية وذلك مؤشر على الاقبال الكبير للترشح والمشاركة في الانتخابات. علما أن الانتخابات ستجري في شهر نوفمبر المقبل وفق ما صرح مسؤولون حكوميون في وقت سابق من دون صدور الارادة الملكية لتحديد تاريخ الاقتراع حتى الآن.
إنني أتمنى المشاركة الواسعة من قبل مختلف مكونات المجتمع في الانتخابات العامة المقبلة ليكون مجلس النواب صوتا لشعب البحرين والمطالبة بحقوقه المشروعة فالبرلمان البحريني هو دار الأمة وبيت الديمقراطية