واشنطن والإخوان.. البراغماتية هي الحَكَم
.السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون مع المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع
انتشرت في الفترة الأخيرة اتهامات لواشنطن من قبل المعارضة المصرية بالانحياز بل والدعم لحكومة الرئيس المصري محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
واعتبر البعض أن ذلك
بمثابة ضوء أخضر للمضي في عدم الانصات لمعارضيه وتكريس حالة الانقسام في
المجتمع المصري التي تنذر بالانفجار مع اقتراب موعد تظاهرات دعت إليها
المعارضة بهدف خلع الرئيس يوم 30 يونيو الجاري.
ويرى الكاتب الصحفي المصري مأمون فندي، الخبير في الشؤون
الأميركية، أن الأميركيين لا يهتمون سوى بمصالحهم وأن دراية الأميركيين
بالواقع السياسي والشعبي المصري أسطورة وحذر من أنهم يتمتعون "بغرور الجهل"
الذي من شأنه أن يؤدي إلى أوضاع كارثية.
"الأميركيون اكتشفوا أن الإخوان ليسوا كما كانوا يتخيلونهم،
وعرفوا أنهم ليسوا القوة الحاكمة الوحيدة للشعب المصري ولا المسيطرة على
الشارع المصري"، حسب فندي.
ويضيف "لقد اكتشفوا أن هناك قوى أخرى، فهناك معارضة وهناك
السلفيون وأن من يملك الشارع ليسوا الإخوان وحدهم والأميركيون تأكدوا أن
أسطورة أن الإخوان يملكون مفاتيح الشارع المصري ما هي إلا وهم.
الشيء المؤكد هو أن واشنطن ليس لديها سياسة تجاه مصر، الحقيقة
هي أنه كما أن لدى الأميركيين وهما تجاه الإخوان ومصر فإن المصريين أيضا
لديهم خرافة عن أميركا تجعلهم يعتقدون أن الولايات المتحدة لديها سياسة
محددة تجاه مصر.
كل ما يهم واشنطن، هو أن يوجد أحد يضمن تسيير المركبة سواء
كان أخوان أو جهة أخرى، ذلك لأن الجيش المصري يضمن لهم ما يريدونه ويهتمون
به فعلا وطالما الجيش قادر على توفير ذلك فالأميركيون لا يبالون بما يحدث
خلاف ذلك.
ما تريده واشنطن هو ثلاثة أشياء: حق الطيران فوق مصر، حق المرور في قناة السويس، وعدم قيام حرب مع إسرائيل.
وهذا يوفره لهم الجيش دون العودة إلى الإخوان وبالتالي فلا يوجد لدى واشنطن قلق.
الخطورة هي جهل الأميركيين وليس دعمهم للإخوان أو غيره.
والخطورة في ذلك هو أن هذا الجهل هو الذي أدى إلى استمرار حرب
في أفغانستان 20 عاما، وإلى ما وصل الأمر إليه في العراق وسوريا و إلى
انفصال وتفكك السودان كما أدى إلى أن تسيطر حماس على غزة.
في الواقع إن تاريخ الجهل الأميركي طويل.
وتناقلت وسائل إعلام مصرية
أنباء الخميس عن لقاء بين السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون مع نائب
مرشد الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر لنحو 3 ساعات.
وقد تكتم الطرفان التحدث عما دار خلال اللقاء الذى جرى فى مكتب خيرت الشاطر.
ونشرت السفارة الأمريكية بالقاهرة نص كلمة باترسون خلال جلسة مغلقة عقدت فى مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية الأربعاء تناولت خلالها علاقة حكومة الولايات المتحدة بالإخوان المسلمين.
وأكدت باترسون فى كلمتها على
أن البعض يقول إن عمل الشارع سوف يأتى بنتائج أفضل من الانتخابات فى مصر..
وأضافت "ولأكون صادقة معكم فإن حكومتى وأنا شخصيا لدينا شك عميق"، موضحة
أن مصر تحتاج استقرارا حتى تقوم بتنظيم اقتصادها، والعنف فى الشوارع سيضيف
أسماء جديدة على قوائم الشهداء.
وقالت باترسون إنها وبدلاً من ذلك تقترح أن يقوم المصريون بتنظيم أنفسهم.
واستطردت قائلة "انتموا إلى
حزب أو ابدأوا حزبا يعبر عن قيمكم وتطلعاتكم"، موضحة أن المصريين يحتاجون
أن يجدوا طريقا أفضل للأمام، وهذا سوف يأخذ وقتا.
وأضافت " يجب عليكم أن
تشمروا عن سواعدكم وتعملوا على الارض بجدية، وسوف تكون نتيجة التقدم بطيئة
وسوف تشعرون كثيرا بالإحباط. لكن لا يوجد طريق آخر".
ويقول فندي أن "الأميركيين
يهمهم من يملك الأرض وسيتعاملون معه مهما كانت توجهاته طالما يضمن لهم
استمرار توفير المطالب الثلاثة التي يريدونها".
لكنه يرى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما "شخص يفكر ويعيد
حساباته فلعله يعيد حساباته إذا رأى أن الواقع يفرض عليه تعاملا مختلفا مع
الأوضاع"